الإنسان الفعال في المجتمع

كيف تكون فعالاً وتلهم الآخرين الفعالية

الفعالية هي القدرة على الإنتاج والاستمرار في الإنتاج، وقد قام عالم يدعى ستيفن كوفي بدراسة حياة المئات من  الأشخاص الفعالين والناجحين عبر كل العصور وفي شتى المجالات ومن شتى المجتمعات والثقافات والأديان فوجد أن هناك قاسماً مشتركاً يجمع بين هؤلاء جميعاً وهو ممارستهم لثماني عادات سماها العادات الثمانية للأشخاص ذوي الفعالية العالية. إن أي شخص يتعلم هذه العادات الثمانية ويمارسها في حياته سيصل إلى الفعالية والنجاح وسيلهم من حوله الفعالية والنجاح بإذن الله.

العادة الأولى: كن مبادراً. المبادرة تعني أن يصنع الإنسان الفرص بدلاً من انتظار حدوثها. فالزوج المبادر إذا توترت علاقته مع زوجته لا يلومها وإنما يبادر إلى تحسين هذه العلاقة، والمدير المبادر إذا لمس تقصيراً من موظفيه لا يلومهم وإنما يبادر إلى التفكير بكيفية تحفيزهم، والأستاذ المبادر إذا وجد طلابه لا يتفاعلون مع درسه لا يلومهم وإنما يبادر إلى تحسين طريقة إلقائه للدرس لكي يشدَّهم، وهكذا.. إذن الإنسان المبادر لا يلقي اللوم على الآخرين وإنما يتحمل مسؤولية التغيير وهو يفعل شيئاً مختلفاً ليحصل على نتيجة مختلفة. قد يقول البعض أليس أمراً متعباً أن يبادر الإنسان ويتحمل المسؤولية؟ على العكس تماماً؛ إن الإنسان الذي لا يبادر ويلقي اللوم على الآخرين ويلعب دور الضحية بشكل مستمر هو الذي يتعب ويفشل ويقع في الأزمات، في حين أن الذي يبادر ويتحمل مسؤولية التغيير قد يتعب على المدى القصير لكنه على المدى الطويل سيرتاح ويحقق النجاح ويصبح إنساناً فعالاً وقيادياً ومؤثراً.

العادة الثانية: ابدأ والغاية في ذهنك. إن الإنسان الفعال لا يبدأ بأي عمل قبل أن يحدد غايته من هذا العمل. وهنا سأتحدث على مستويين: المستوى الأول هو الغاية من الحياة بشكل عام؛ فالإنسان الفعال يعرف ما غايته من هذه الحياة، يعرف ما المساهمة التي يريد تقديمها إلى مجتمعه والإنسانية، يعرف ما الأثر الذي يريد تركه في الدنيا بعد رحيله عنها. باختصار إن الإنسان الفعال يعرف ما هي رسالته في الحياة. المستوى الثاني هو تحديد الغاية قبل البدء بأي عمل أو نشاط مهما كان صغيراً أو كبيراً؛ فالإنسان الفعال يعرف غايته من أي اجتماع يشارك فيه قبل البدء بالاجتماع، ويعرف غايته من الكلمة التي يريد إلقاءها على الناس إذا طلب إليه التحدث في مناسبة معينة، ويعرف غايته من العملية التربوية وهو يقوم بتربية أبنائه والتعامل معهم. إن تحديد الغايات بشكل واضح يساعد الإنسان على الوصول إلى أهدافه ويزيد من فعاليته وفرصه في تحقيق النجاح.

العادة الثالثة: ابدأ بالأهم قبل المهم. أيهما أهم عمل الإنسان أم صحته؟ لا شك أن صحته هي الأهم ومع ذلك يهمل كثير من الناس صحتهم بسبب العمل فيخسرون الاثنين معاً في نهاية الأمر. أيهما أهم علاقة الإنسان بأسرته أم عمله؟ لا شك أن علاقته بأسرته هي الأهم ومع ذلك يهمل كثير من الناس علاقاتهم الأسرية بسبب العمل فيعانون من مشاكل أسرية تؤثر على عملهم في نهاية المطاف. هذان مثالان واضحان على انهماك الإنسان بالمهم على حساب الأهم. إن الإنسان الفعال لا يدع الأمور المهمة تحت رحمة الأمور الأقل أهمية. لذلك هو يحدد أدواره المتنوعة في الحياة (دوره تجاه نفسه، دوره كأب، كزوج، كموظف، كناشط الاجتماعي، وهكذا..) ويفعِّل هذه الأدوار جميعاً وبتوازن.

هذه العادات الثلاث الأولى نسميها عادات النصر الشخصي، أي أن الشخص الذي يتمكَّن من هذه العادات يكون قد حقق النصر في علاقته مع نفسه وأصبح مهيَّأً للعادات الثلاث التالية والتي هي عادات النصر الجماعي التي يحقق من يمارسها النصر في علاقاته مع الآخرين.

العادة الرابعة: فكر بالمنفعة للجميع. أي أن يفكر الإنسان عندما يكون في موقف خلافي مع الآخرين بحلٍّ يحقق منفعة الطرف الآخر إضافة إلى منفعته. عندما نأخذ مشاعر الآخرين واحتياجاتهم بعين الاعتبار إضافة إلى مشاعرنا واحتياجاتنا نستطيع بالتعاون معهم أن نصل إلى حلول تراعي مشاعرنا ومشاعرهم وتلبي احتياجاتنا واحتياجاتهم، ولكي نعرف مشاعر الآخرين واحتياجاتهم لا بد من ممارسة العادة الخامسة وهي..

العادة الخامسة: اسع إلى فهم الآخرين أولاً ثم اسع إلى أن يفهموك. أي أن ننصت إلى الآخرين بنية الفهم وليس بنية الرد. من السهل أن نفعل ذلك عندما يقول الآخرون كلاماً نوافق عليه، ولكن التحدي أن نمارس العادة الخامسة عندما يقول الآخرون كلاماً لا يعجبنا ولانوا فق عليه وهنا من الأفضل بدلاً من أن نقفز على الآخرين مباشرة ونقول لهم أنتم مخطئون أن نمنحهم الفرصة ليشرحوا لنا لماذا يعتقدون أنهم على صواب! إن ممارسة العادة الخامسة تؤدي إلى كسب ثقة الآخرين وتزيد من قدرتنا على فهمهم وتمكِّنهم من فهمنا.

العادة السادسة: تكاتف مع الآخرين. عندما نمارس العادتين الرابعة والخامسة سنتمكن من ممارسة العادة السادسة التي هي ثمرة لهما. التكاتف يعني أن يتعاون الإنسان مع الآخرين في المواقف الخلافية للوصول إلى البديل الثالث وهو ليس تسوية يتنازل فيها كل طرف عن بعض مطالبه وإنما حل ابتكاري خلاَّق تصل إليه جميع الأطراف بالتعاون معاً وهو أفضل من الحل الذي يطرحه كل واحد منهم بمفرده. للوصول إلى بديل ثالث لا بد من اتباع خطوتي الخلاف البناء ويمكن توضيحهما بالمخطط البسيط التالي:

خطوتان للوصول إلى البديل الثالث
 هل ترغب في البحث عن حَلٍّ أفضل من الحَلِّ الذي قدَّمه كُلُّ واحدٍ منا؟هل توافق على هذه القاعدة الأساسية البسيطة: لا أحد يستطيع أن يشرح وجهةَ نظره حتى يعيدَ وجهةَ  نظر الآخر بطريقةٍ يرضى عنها (الآخر).

إن اتباع هاتين الخطوتين في أي خلاف سيلغي احتمال حدوث أي سوء فهم بين الأطراف المختلفة كما أنه سيبني الثقة بين هذه الأطراف مما سيؤدي في النهاية إلى الوصول إلى البديل الثالث.

العادة السابعة: اشحذ المنشار. إن المنشار الذي يُترك بدون شحذ يفقد قدرته على القطع كذلك الإنسان الذي لا يجدد طاقاته الجسدية والقلبية والروحية والعقلية يفقد قدرته على العطاء والإنتاج. نعني بالتجديد الجسدي أن يعتني الإنسان بصحته فلا يتعاطى ما يسئ إليها وأن ينام جيداً ويأكل جيداً ويمارس الرياضة بانتظام، أما التجديد القلبي فيعني التواصل مع الآخرين ومحبتهم، والتجديد العقلي يعني إغناء العقل بالمطالعة والتعلم، والتجديد الروحي يعني التواصل مع الله تعالى. إن ممارسة العادة السابعة تمكِّن الإنسان من تجديد نشاطه وطاقاته ليتمكن من ممارسة العادات الست السابقة بأفضل شكل ممكن.

العادة الثامنة: اعثر على صوتك وألهم الآخرين العثور على أصواتهم. هذه العادة تصل بالإنسان إلى أقصى درجات الفعالية وتحوله إلى إنسان ملهم يلهم الآخرين الفعالية.

إن أي إنسان يأتي إلى هذه الحياة يمنحه الله تعالى ثلاث هدايا:

  • المبادئ: وهي القوانين الإلهية الثابتة التي تنظم حركة هذا العالم. وكما توجد قوانين في عالم الطبيعة تنظم حركة الأشياء كقوانين الفيزياء والكيمياء كذلك توجد قوانين في عالم النفس البشرية تنظم حركة الأفراد والمجموعات، فعندما نقول مثلاً (الصدق يؤدي إلى الثقة) أو (معاملة الناس باحترام تجعلهم يعطون أفضل ما لديهم) هذان مثالان واضحان عن بعض القوانين الإلهية الثابتة في عالم النفس البشرية والعلاقات بين الناس. وكما استطاع الإنسان باكتشاف القوانين الطبيعية وتسخيرها أن يحقق أفضل الإنجازات كذلك يستطيع باكتشاف القوانين الإنسانية وتسخيرها أن يصل بنفسه ومن معه إلى أقصى درجات الفعالية.
  • حرية الاختيار: وهي هدية تُمنح للإنسان بمجرد ولادته، فالإنسان حر في اختيار ما يريد من أفعال، والأشخاص الفعالون يحسنون استخدام هذه الهدية فبدلاً من لوم الظروف المحيطة بهم هم يختارون الاستجابات التي تؤدي إلى تغيير هذه الظروف.
  • الذكاءات الأربعة: كل إنسان يتمتع بأربعة أنواع من الذكاء:
  • الذكاء العقلي: هو قدرة الإنسان على التفكير المنطقي والتحليل والتعليل و الاستنتاج والتذكر والتخيل.
  • الذكاء العاطفي: هو قدرة الإنسان على إدراك مشاعره والتحكم فيها وعلى إدراك مشاعر الآخرين وتحفيزهم.
  • الذكاء الجسدي: هو قدرة الإنسان على صيانة جسده والاعتناء به.
  • الذكاء الروحي: هو قدرة الإنسان على أن يعيش حياة لها معنى يتجاوز وجوده المادي المحدود، وأن ينصت إلى صوت ضميره؛ ذلك الصوت الهادئ الموجود في داخل كل واحد منا والذي يخبرنا بالصواب والخطأ والجميل والقبيح.

من حسن حظ الإنسان أن هذه الذكاءات الأربعة تنمو وتقوى باستخدامها.

إن بعض الناس يأتون إلى هذه الدنيا ويذهبون من دون أن يفتحوا هذه الهدايا ويستفيدوا منها والبعض الآخر يفتحها ويستفيد منها ويفيد الآخرين أيضاً. كيف يفتح الإنسان هذه الهدايا الثمينة؟ بممارسة العادة الثامنة، بأن يعثر على صوته ويلهم الآخرين العثور على أصواتهم، فما هو الصوت وكيف يعثر الإنسان عليه؟

يعثر الإنسان على صوته عندما يكتشف موهبة أعطاه الله إياها فيضعها في خدمة حاجة إنسانية بطريقة تشعل حماسه أي أنه يشعر بالإثارة والاندفاع في أثناء تفعيله لهذه الموهبة

وترضي ضميره أي أن يفعِّل هذه الموهبة وفقاً للمعايير الأخلاقية التي يمليها عليه ضميره.

إذاً الصوت يتكون من اجتماع أربعة أمور: 1- الموهبة، 2- الحاجة، 3- الضمير، 4- الحماس. فمثلاً عندما تكون لدى شخص ما موهبة التدريس فيضعها في خدمة حاجة إنسانية وهي حاجة الناس إلى التعلم وهو يشعر بالحماس والإثارة في أثناء ممارسته لمهنة التدريس وهو يمارس التدريس بطريقة أخلاقية ترضي ضميره عندها نقول إن هذا الشخص قد عثر على صوته من خلال مهنة التدريس. إن الصوت هو النكهة المميزة التي يضيفها الإنسان إلى هذا الوجود وهي البصمة الخاصة به التي سيتركها في هذه الحياة.

إن الإنسان الذي عثر على صوته يتميز بأربعة أمور:

  • الرؤية: وهي النظر إلى المستقبل بعين العقل. فهو يعرف تماماً ما الذي يريده في هذه الحياة.
  • الانضباط: وهو تقديم التضحيات التي يتطلبها تحويل الرؤية إلى واقع.
  • الحماس: وهو الشعور بالإثارة والاندفاع الذي يشعر به الإنسان وهو يسعى إلى تحقيق رؤيته. وبما إن المشاعر معدية فشخص من هذا النوع إذا وجد على رأس فريق عمل أو مؤسسة ستجد الحماس والاندفاع منتشراً بين جميع من يعملون معه.
  • الضمير: إن الإنسان الذي عثر على صوته يعيش وفقاً لما يمليه عليه ضميره، ومن صفات الشخص الذي يعيش وفقاً لما يمليه عليه الضمير أنه يعامل الآخرين كبشر ويهتم بمشاعرهم واحتياجاتهم، وهو يتقبل النقد ويشكر من أتى به لأنه يستمد شعوره بالأمن من داخله؛ من إنصاته إلى صوت الضمير ومن استقامته على المبادئ وليس من مديح الناس له، وهو يملك (عقلية الوفرة) أي إنه ينظر إلى الحياة على أنها نبع متدفق فإذا أخذ غيره أكثر من هذا النبع لا يشعر أنه قد أخذ من حصته لأن النبع المتدفق يكفي الجميع لذلك هو يعطي الآخرين الصلاحيات ويفرح لنجاحهم ويعتبره نجاحاً له.

عندما يعثر الإنسان على صوته يتحول إلى إنسان ملهم، يلهم الآخرين العثور على أصواتهم وذلك من خلال ممارسة الأدوار الأربعة للقيادة وهي:

  • تحديد المسار: أي توحيد الأشخاص الذين يرون العالم بطرق مختلفة ويمتلكون نقاط قوة متنوعة في رؤية واحدة وصوت واحد هي رؤية المؤسسة التي يقودها ذلك الشخص الذي عثر على صوته.
  • التوفيق: أي صنع حالة من الانسجام والتوافق بين أقسام المؤسسة بحيث تعمل جميعاً لتحقيق رؤية المؤسسة وكأنها أعضاء في جسم واحد.
  • التمكين: أي أن نجعل الناس مسئولين عن الوصول إلى النتائج ونترك لهم حرية اختيار الطرق التي توصل إلى تلك النتائج بحيث يفعِّلون إمكانياتهم ومواهبهم الخاصة وذلك طبعاً ضمن قواعد وإرشادات عامة.
  • القدوة الحسنة: نحن نثق بالأشخاص الذين يلعبون دور القدوة الحسنة في الأمور التي يدعوننا إلى الالتزام بها، كالصدق والإخلاص والتواضع وخدمة الآخرين واحترامهم. عندما يكون القائد قدوة لغيره في هذه الأمور فإن الأتباع يثقون به، وهكذا تتحول الثقة إلى جو عام يشمل المؤسسة التي يقودها شخص من هذا النوع؛ فالمدير يثق بالموظفين وهم يثقون به ويثقون ببعضهم البعض.

إن المؤسسة التي يلعب قائدها هذه الأدوار الأربعة (1- تحديد المسار، 2- التوفيق، 3- التمكين، 4- القدوة الحسنة) هي المؤسسة الفعالة التي تطلق طاقات العاملين فيها وتلهمهم العثور على أصواتهم.

مقابل الأشخاص الذي يعثرون على أصواتهم، هناك أشخاص يضيعون أصواتهم، وبالتالي هم لا يفتحون الهدايا الثلاث التي ذكرناها سابقاً أي إنهم لا يعيشون وفقاً للمبادئ ولا يمارسون حرية الاختيار ولا ينمّون ذكاءاتهم الأربعة  ويتصف هؤلاء بالصفات الأربعة التالية:

  • لعب دور الضحية: فهم دائماً يلومون الظروف والأشخاص المحيطين بهم ولا يفعلون شيئاً لتغيير الظروف السيئة التي تواجههم.
  • الانغماس في الملذات: أي إنهم يعيشون عبيداً لأهوائهم وأمزجتهم وتقلباتهم، لأنهم لا يملكون رؤية ينضبطون في سبيل تحقيقها.
  • المرآة الاجتماعية: أي إن هؤلاء لا يتصرفون وفقاً لرؤيتهم النابعة من داخلهم وإنما وفقاً لما يريده الآخرون منهم لذلك هم لا يشعرون بالحماس فيما يقومون به من أعمال، وبما إن المشاعر معدية فإن واحداً من هؤلاء إذا وجد على رأس مؤسسة فستجد الملل و الضجر منتشراً في كل أنحاء المؤسسة.
  • الأنا: إن الشخص الذي أضاع صوته يعيش وفقاً لما يمليه عليه صوت (الأنا) وهو ذلك الصوت المناقض لصوت الضمير، هو ذلك الصوت العالي الطاغي المستبد الموجود في داخلنا والذي يثبت ذاته بإقصاء الآخرين ونفيهم وتهميشهم، إن الشخص الذي يعيش وفقاً لما يمليه عليه صوت (الأنا) يعامل الآخرين كأشياء ولا يهتم بمشاعرهم واحتياجاتهم، وهو لا يتقبل النقد لأنه يستمد شعوره بالأمن من الخارج؛ من مديح الناس وإطرائهم وثنائهم، فإذا انقلب هذا المديح نقداً فقد المصدر الوحيد لشعوره بالأمن وشعر بفراغ وفزع كبيرين لذلك يرفض هذا النوع من الأشخاص النقد بل قد يعاقب من ينقده ويعترض عليه، وهو يملك (عقلية الندرة) أي إنه ينظر إلى الحياة على أنها قالب محدود من الحلوى فإذا أخذ غيره أكثر من هذا القالب فقد أخذ من حصته لذلك هو لا يعطي الآخرين الصلاحيات ولا يفرح لنجاحهم ويعتبره تهديداً له.

إن المؤسسة التي يقودها شخص أضاع صوته تتصف بالصفات الأربعة التالية:

  • عدم وجود مسار واحد: فكل قسم في هذه المؤسسة بل كل شخص لديه أجندته الخاصة ولا توجد رؤية ورسالة وقيم مشتركة.
  • عدم التوفيق: أي التنافس المرَضي بين الأقسام والاتكالية والتهرب من المسؤولية.
  • عدم التمكين: أي التجريد من الصلاحيات فكل شخص لا يفكر بأفضل طريقة للقيام بالعمل وإنما يفكر كيف يرضي رئيسه ولو على حساب العمل ومصلحة المؤسسة.
  • انعدام الثقة: بما أنه لا يوجد مسار واحد ولا يوجد توفيق ولا يوجد تمكين في المؤسسة التي يقودها شخص أضاع صوته، فإن الثقة تكون معدومة في هذه المؤسسة فلا المدير يثق بالموظفين وهم لا يثقون به ولا يثقون ببعضهم البعض.

إن المؤسسة التي تتصف بالأمور الأربعة السابقة هي المؤسسة الخاملة التي تقيِّد من يعملون فيها وتعطل طاقاتهم وتمنعهم من العثور على أصواتهم.

 ياسر العيتي

Leave a reply

منظمة غير ربحية لتطوير المجتمع وبناء القدرات مسجلة في تركيا، مع مقرها الرئيسي في اسطنبول، تأسست في عام 2014 وأعلنت رسميًا في 22 يناير 2015 برقم التسجيل 1120.

الدعم التقني